Powered By Blogger

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

المجالس البلدية في طريق الديمقراطية

قد يتردد أي مجتمع من المجتمعات - التي هي خارج حدود الممارسة الديمقراطية- من الخوض او الدخول الى ابجدية الممارسة الديمقراطية وذلك خوفا من السقوط في منزلقات او السير في نهج بعض صدور الديمقراطية القائمة والتي قد تكون متناقضة مع بعض ثوابت الأمة، فان كانت هذه المخاوف تبرر التريث والتأني في خطوات الديمقراطية فإنها لاتبرر بأي حال من الاحوال عدم البدء في المسيرة الديمقراطية التي اصبحت العلامة الأساسية في كرامة الانسان ودليل على احترام وجودة وانسانيته، والديمقراطية ليست كلمة مقدسة بذاتها ولا يمكن ان ينسب الأمل الديمقراطي على مبتدع هذه الكلمة بل هي مصطلح اتفق على استخدامه للتعبير عن الاجماع وخضوع الأقلية للأغلبية مع صيانة حقوق الأقلية ضمن ممارسة الأكثرية لحقوقها، فالاسلام مارس الديمقراطية بصفتها دون استخدام كلمتها فالاجماع هو احد اسس الافتاء وقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (ما أجتمعت أمتي على باطل) دليل قاطع على شمولية الاسلام لجميع حياة الانسان ويضمنها الممارسة الفعلية لما اصطلح عليه بالديمقراطية بل ان كل الأمم المتحضرة مهما اختلفت أساسياتها لا تجتمع الا على الخير فالانسان قد جبل على الخير والديمقراطية هي احد انواع الخير الذي يتطلع له الناس، وبالطبع لا يمكن تعميم الممارسة الديمقراطية بجميع مفرداتها على جميع المجتمعات دون النظر الى الثوابت والخصوصية التي يتمتع بها كل تجمع انساني على حدة، وبطبيعة الحال فانه يجب التفريق بين ادوات تطبيق الديمقراطية والممارسة الفعلية للديمقراطية، فادوات الديمقراطية تتمثل في الانتخابات والحوارات المفتوحة وتشريعات الحماية لحرية الرأي والتعبير، ولكن التطبيق الفعلي لا يمكن ان يعطي نتائج ايجابية الا من خلال ايمان الفرد والمجتمع بالخضوع لأدوات الديمقراطية ونتائجها، فلا يمكن تصور الروح الديقراطية عند اي فرد ان لم يكن يمارسها في دوائرها الضيقة كالبيت والادارة والمدارس وغيرها من المرافق والمؤسسات العامة والخاصة، فالايمان بمبدأ ممارسة الديمقراطية هو الاساس قبل الشروع بتحريك آليات تنفيذها.وبالعودة الى موضوع المقال، فأننا نستطيع القول إن طرح فكرة الانتخابات البلدية هو تطبيق واستخدام لاحدى ادوات الممارسة الديمقراطية مما يستوجب ان يأتي بعدها التطبيق الفعلي للممارسة الديمقراطية، وهذا لا يتأتى الا عندما تكون تركيبة المشاركين في هذه المجالس هم ممن لديهم ايمان شخصي بالديمقراطية ومستعدون لتقبل نتائجها، ومن وجهة نظري الشخصية ومن اجل تحقيقها والاستفادة بالقدر الاكبر من هذه الخطوة فاني اقترح بعض الامور التي يجب مراعاتها في هذه المجالس وهي:1ـ تخصيص معونات مالية للمرشحين للتعريف ببرامجهم الانتخابية للناخبين وذلك لمن ليس لديهم الامكانات المادية لتحمل التكاليف المترتبة على الترشيح، وذلك لاتاحة اكبر قدر من الفرص للترشيح وعدم حصرها على من هم قادرون على تحمل التكاليف المادية للحملة الانتخابية.2ـ تخصيص وسائل اعلام مناسبة للدعاية الانتخابية وضمن اطار زمني محدد وبصورة عادلة للجميع.3ـ وان كان لابد من تعيين اعضاء في المجالس فنرجو الا يزيد على الثلث بدلا من النصف، وذلك لاعطاء فعالية ومصداقية اكبر لعمل المجالس.4ـ أن يكون رئيس المجلس من الأعضاء المنتخبين.5ـ تحديد عدد الدورات الانتخابية المسموح بالمشاركة فيها من قبل الأعضاء بما لا يزيد على دورتين، وذلك للقضاء على البيروقراطية وافساح المجال الى أكبر عدد من المواطنين للمشاركة فيها.عبدالله ابراهيم الزهير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق