Powered By Blogger

الأحد، 5 أبريل 2009

التنظيم التسويقي الأفقي

من الأمثلة الواضحة للتنظيم التسويقي الأفقي بين وحدات اقتصادية تؤدي نفس الوظائف وتربطها علاقة تنافسية في السوق المحلي اتحاد منتجي الألبان، فهو بمثابة وسيلة لزيادة القوة السوقية لمصنعي الألبان في مواجهة مستهلكيها ومتاجر السوبر ماركت من ناحية ومنتجي الألبان الخام من ناحية أخرى إن لم يكونوا منضمين في إطار هذا الاتحاد، إذ تتسم صناعة لألبان في المملكة بهيكل سوقي سمته البارزة التركز الشديد، فعدد مصانع الألبان المنتجة في المملكة هو 50 مصنعا (تتبع 43 شركة) جملة طاقاتها 1153 ألف طن من الحليب ومنتجاته، منها 738 ألف طن حليب ولبن، 108 ألف طن زبادي، 63 ألف طن جبن 28 ألف طن لبنة، 5 آلاف طن قشدة، 2 ألف طن زبده، 30 طن سمن، هذا فضلا عن 39 ألف طن من الآيس كريم ونحو 171 ألف طن منتجات ألبان غير مبينة. ويبلغ إجمالي رأسمال هذه المصانع مجتمعة نحو 193و2 بليون ريال، يشكل رأس المال الوطني 6و93% منه. حيث لا يتجاوز رأس المال الأجنبي 601و139 مليون ريال ومصدره الدانمرك (5ز46 مليون) و نيوزيلاندا (592و38 مليون ريال) و الكويت(721و34 مليون ريال) وهولندا (2و18 مليون ريال) وفلسطين (784 و0 مليون ريال) وينحصر التمويل الأجنبي في 5 مصانع فقط وبنسب تتراوح بين 1% و 75% من إجمالي تمويل تلك المصانع) كما أن المصانع تتباين في حجم تمويلها بين مدى واسع جدا يتراوح بين 64و0 مليون ريال و 7و394مليون ريال. وهذا يعكس الفرق الكبير في أحجام هذه المصانع، وباستخدام بعض مؤشرات التركز في الصناعة والمتعارف عليها و استنادا علي بيانات الطاقات - لعدم توفر بيانات عن الإنتاج الفعلي- يتضح الهيكل السوقي شديد التركز في صناعة الألبان في المملكة، حيث تمثل الحصة السوقية لأربعة مصانع ما يربو على 77% في حالة الحليب واللبن و 60% في حالة الزبادي و 74% في حالة الجبن 63% في حالة اللبنة و59% في حالة القشدة و 43% في حالة الزبد. بل أن حصة أكبر مصنع من جملة الحصة السوقية لأكبر أربعة مصانع تجاوزت51% في حالة الحليب واللبن و 38% في حالة الزبادي و33% في حالة الجبن و 63% في حالة اللبنة و 59% في حالة القشدة و 43% في حالة الزبد كما قدر معامل جيني Gini Coefficient للتركز والذي تنحصر قيمته بين الصفر في حالة التوزيع المتساوي والواحد الصحيح في حالة التركز المطلق (Nicholson, 1987 ) للمنتجات المذكورة 71و0 و 63و0 و 70و0 و 73و0 و 48و0 و32و0 علي التوالي كما قدر مؤشر هيرفيندال – هيرشمان Herfindahl- Hirschman Index والذي يحسب كمجموع الحصص السوقية للمصانع معبرا عنها كنسبة من الطاقات الإنتاجية لمنتج محددFarris,1979)) وبلغ 21و0و12و0و 16و0 و 34و0 و 4و0 و 35و0 علي التوالي وهو يشير أيضا إلى وجود التركز في صناعة الألبان. يتضح من ذلك أن النظام التسويقي للألبان الطازجة ومنتجاتها تتحكم فيه وتوجه مسيرته وتحكم كفاءته التسويقية بالمفهوم الشامل والجزئي وبجوانبه الفنية والتقنية والسعرية هيئات ذات قوة سوقية واضحة. وعلي المجتمع أن يقدر ما لهذه الهيئات من إسهامات في الكفاءة والأداء وتطوير التقنية وتقديم منتجات عالية الجودة ومستوى الخدمة، وقدرتها علي التطوير المستمر للوظائف التسويقية في إطار حافز الربح، إلا أن الجهات التنظيمية ذات الاختصاص تقع على عاتقها وضع الضوابط التنظيمية التي تكفل منع الاحتكار والحفاظ علي المصالح العادلة للأطراف الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق